Thursday 21st November 2024
Komashisha familyAdvertisementContact । Time: বিকাল ৫:৫৯
Home / Today / تعريف موجز دار العلوم ديوبند

تعريف موجز دار العلوم ديوبند

দেওবন্দعبد الله فهيم

توطئة: إن الإسلام دين علم وعمل. العلم بدون العمل كالشجرة بلا ثمر. هذا المبدأ الرئيسي عرفه المسلمون منذ نشأ الإسلام في أمة، وألبسوه لباس الحقيقة في تاريخهم الطويل.

فأول مدرسة أسست في الإسلام مدرسة دار الأرقم بمكة على جبل الصفا والرسول صلى الله عليه وسلم يعلم فيها من أمن من أهل مكة وجوارها، وفيها أسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطابؓ ثم لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلي المدينة وأقام دولة الإسلام أسس هناك مدرسة أصحاب الصفة.

ثم توالى الزمن وتتابع إنشاء المدارس وتكاثرت الجهود في تعليم الدين وتراكمت دروس الكتاب و السنة، فكثر العلم والعلماء وانتشر الحكمة والحكماء.

وذٰلك العصر كان العصر الذهبي للإسلام و المسلمين، والمسلمون كانوا متمسكين بدينهم و عاضين بالنواجذ على شريعتهم.

ثم جاء دور الانحطاط، فانهارت المبادئ والقيم. وضعف التمسك بالكتاب والسنة، وجاء الاستعمار ومعه عدته وعتاده، وسفوره  وفجوره، ومكره وغدره؛ فتدخل الأجانب في شؤون المسلمين وتغلغوا في سياساتهم، وأخذوا زمام نظامهم التعليمي، وألغوا الأوقاف التي كانت معولة عليها المدارس الإسلامية.

ودخل الإنكليز في الهند، دخلوا تجاراً بسطاء، ثم صاروا ثعالب مكارة، فخططوا الخطط، ونسجوا المكائد، فتسيطروا على الشؤون الإدارية وأسقطوا الدولة المغولية، واستوردوا النظام التعليمي العلماني، وألغوا أوقاف المدارس الإسلامية، وحولوا المدارس الإسلامية إلي الكليات اللادينية الهدامة.

فهذه الإجراءات هزت مشاعر ثلة من العلماء العباقرة، فأدركوا خطورة الأوضاع و الظروف، وألهموا مسؤولياتهم تجاه الأمة، فقاموا بأدوارهم في توعية الأمة وإيقاظها من سباتها الطويل و رقادها النعيم، فقام الشاه ولي الله، وقام السيد أحمد بن عرفان الشهيد والشاه إسماعيل الشهيد، رحمهم الله.

تأسيس الجامعة دار العلوم ديوبند: ولما فشلت ثورة سنة 1857 (سبع وخمسين وثمانمائة وألف) أصبح الإنكليز ذئابا، فلطخوا أيديهم بدماء الأبرياء الشهداء، وقتلوا مئات الاۤلاف من المسلمين وأعدموا ثلثة عشر ألف عالم شنقا.

ولكن … الحمية الدينية والغيرة الإسلامية نار لا تخمد، كلما خبت تزداد شعلا، وكلما يرش عليها الماء تصعد إلي السماء. والعلماء نخبة القوم وصفوة الأمة، وهم منورون بنور الإيمان وضياء الشريعة، وعلماء الحق لا يخضعون أبدا لعدو ظالم ولا تعنو جباههم لمحتل غاشم، فأدركوا أن المدرسة هي القصر المشيد والحصن الحصين، الذي لا يغلب ولا يحطم.

فاجتمع نفر من العلماء النحارير في قرية ديوبند الخاملة، ووضعوا حجر أساس الجامعة التي أصبحت بعدها أم المدارس الإسلامية، وسحبت ذيل النسيان علي جامعة الأزهر الشريفة، و غدت تنير العالم بأشعتها النيرة، وتبث روح الإيمان، وتذكر المسلمين بعهودهم الذهبية.

و العلماء الموقرون هم : حجة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وفقيه الأمة الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، والشيخ مولانا ذو الفقار علي، والشيخ ومولانا فضل الرحمن والشيخ مولانا محمد يعقوب النانوتوي والشيخ حاجي محمد عابد حسين، والشيخ مولانا رفيع الدين.

عندما ينظر أحد إلي وضع الجامعة في أيام ولادتها يحار عقله أنه كيف يمكن أن يصير مثل هذه جامعة شهيرة، فإن الجامعة حينما أسست في الخامس عشر من محرم الحرام سنة 1283 ثلاث وثمانين وماءتين وألف، الموافق للثلاثين من مايو سنة 1867 سبع وستين وثمانمائة والف، كانت تحت شجرة الرمان في ساحة مسجد جهتة، وليس لها بناء، وابتدأت بمدرس واحد وتلميذ واحد: فالمدرس هو الشيخ ملا محمود والتلميذ هو محمود حسن الذي صار بعد شيخ الهند ومن أبرز قواد تحرير الهند.

وما اختتم شهر المحرم حتي صار عدد الطلاب أحدا وعشرين، وما انصرمت السنة حتى بلغ إلى ثمانية وسبعين. و بارك الله في الجامعة فاشتهر صيتها في البلاد المجاورة، فابتدر عطشة العلم من كل فج عميق، لإرواء غليلهم من هذا الرحيق، فجاؤوا من البنجاب وبنارس و كابل، وفي السنة الثانية بلغ الطلاب إلي عشرين ومائة.

وفي نفس السنة انتشر الطاعون في قرية ديوبند، فكادت الباكورة التي أصبحت تفوح تطير في الهواء، ولكن رحمة الله قريب من المحسنين، ورغم الطاعون كثر الطلبة الأجانب.

ثم تطورت الجامعة وأصبحت لها بنايات، وأنشئت دار إقامة الطلاب، وزخرت المكتبة بالمراجع والمواد. ومن الغريب العجيب أن الجامعة حصلت على ما حصلت من المفاخر و المعالي وأدت إلي الأمة الإسلامية من الخدمات الغالية، وليس لها أي مساعدة من الحكومة، وهي منفصلة كل الإنفصال عنها، وكل ما يدير ها هي تبرعات المسلمين.

وقد أدرك مؤسس الجامعة الملهم حجة الإسلام الشيخ قاسم النانوتوي مضار تدخل الحكومة في شؤون المدارس الإسلامية، وقد وضع دستور الجامعة على البنود الثمانية، أكثر ها تصرح بإزاحة المدارس الإسلامية عن الحكومة والتوكل علي الله ثم علي تبرعات المسلمين، ولما راۤى تلك الأصول قائد حركة الخلافة الشيخ محمد ميان بكي لحينه وقال: كأن هذه الأصول ملهمة من الله.

ونحن ندرك مضار تدخل الحكومة في شؤون المدارس الاسلامية حينما نلفت أطرافنا إلي البلاد الإسلامية ولا سيما الأزهر الشريف.

ومن الجدير بالذكر أن مؤسس الجامعة كان رجلا عبقريا وقد صنف كتبا في الرد علي الزنادقة والمنصرين و المبتدعة، فكثير من الناس لا يفهمون كتبه إذا قرؤوا، وذلك لدقة المباحث و المفاهيم. فمن المضحكات أن بعض الجهال المعاندين قد نسبوا إنكار ختم النبوة للرسول صلى الله عليه وسلم إلي مؤسس الجامعة. وذلك إن كان لسوء فهم فتلك مصيبة وإن كان لعناد فذلك داء عضال لا دواء له.

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة :: وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

وكيف يمكن ذلك مع أن الجامعة تعتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة وتسعى لنشر السنة وقمع البدعة.

خريجوا الجامعة: ثم إن الجامعة لما تطورت شؤونها تخرج منها علماء كبار أسهموا كثيرا في جميع جوانب الحياة، فتضلعوا بالعلوم الدينية، وقاموا بالسياسة الشرعية، واعتنوا بإصلاح المجتمع وتزكية النفوس والمعرفة والسلوك، ونشر السنة النبوية وبث العقيدة الصحيحة، وقلع البدع وقمع الخرافات، وإزالة الشبهات عن الإسلام، والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما إليها من الأعمال الهائلة.

فالجامعة ما بقيت معهدا دراسيا فحسب، بل أصبحت حركة جامعية تشمل كافة شؤون الحياة، وتلعب دورها في النهضة الدينية في شبه القارة الهندية خصوصا وفي جميع أصقاع العالم عموما وفيما يلي نذكر ثلة من العلماء الذين تخرجوا من الجامعة ولهم دور كبير في الخدمات الغالية تجاه الإسلام والمسلمين.

(١)   الشيخ مولانا محمود حسن الديوبندي، المعروف بشيخ الهند، كان عالما جليلا وثائرا بطلا، قام بثورة ريشمي رومال لقلب سلطة الإنكليز، ولكن لسوء الحظ فشلت الثورة وأجلي إلي مالطة، وكان يدرس كتب علم الحديث في الجامعة، وهو شيخ كبار العلماء من أمثال: حكيم الأمة التهانوي والعلامة الكشميري وشيخ الإسلام حسين أحمد المدني، رحمهم الله.

(٢)   الشيخ مولانا أشرف علي التهانوي، المعروف بحكيم الأمة، كان إمام المصلحين و السلوك، له مواعظ إصلاحية وتصانيف كثيرة وتاليفات مفيدة. وانتشر خلفاؤه في جميع أنحاء العالم فأدوا إلي الأمة خدمات بارزة

(٣)   الشيخ العلامة أنور شاه الكشميري، كان محدثا كبيرا وفقيها لا مثيل له، له توجيهات و تعليقات على كتب الحديث الشريف، وقد خدم علوم الحديث في بلاد الهند بما لم يسبق نظيره، و انتشر تلاميذه في جميع أنحاء العالم، وحسبكم عنه قول العلامة رشيد رضا المصري: ما رأيت مثل هذا الأستاذ الجليل.

(٤)   الشيخ مولانا حسين أحمد المدني، المعروف بشيخ الإسلام، كان يدرس في المسجد النبوي الشريف، ثم جاء إلي الجامعة ودرس في المسجد النبوي الشريف، ثم جاء الي الجامعة ودرس فيها كتب الحديث، فتخرج عليه أكثر من أربعة اۤلاف نسمة واننتشروا في جميع أطراف المعمورة. وقد أسهم في تطريد الإنكليز من الهند إسهاما كبيرا، وكان له مشاغل سياسية حتى سجن في سبيلها أكثر من مرة.

(٥)   الشيخ العلامة شبير أحمد العثماني، وهو أيضا معروف بشيخ الإسلام. وهو عالم كبير قد شرح صحيح الإمام مسلم وسمّاه فتح الملهم. وكان من أبرز مؤسسي باكستان.

(٦)   الشيخ المفتي كفايت الله، كان مفتيا عظيما، وسياسيا كبيرا، و هو مؤسس حزب جمعية العلماء، وقد سجن مرارا.

(٧)   الشيخ المفتي عزيز الرحمن الديوبندي، وهو أول من ولي دار الإفتاء للجامعة، وكان لا يحتاج إلي مطالعة الكتب عند الإفتاء، ويحفظ النصوص الفقهية عن ظهر قلبه. خدم دار الإفتاء زهاء أربعين سنة.

(٨)   الشيخ الثائر مولانا عبيد الله السندي، ولد سيخيا ثم أسلم والتحق بالجامعة، وصار عالما متضلعا، واشتغل بالسياسة وأسس جمعية الأنصار، وكان مجاهدا باسلا.

(٩)   الشيخ المفتي محمد شفيع، كان مفتيا اعظم لباكستان بعد قيامها إلي وفاته، وهو عالم متفنن و فقيه متضلع، وقد صنف تفسير القراۤن الكريم المعروف بمعارف القراۤن في ثمانية مجلدات كبار. وهو والد الشيخ العلامة محمد تقي العثماني.

(١٠)    الشيخ مولانا المقرئ محمد طيب، المعروف بحكيم الإسلام، كان عالما جليلا، وقد أدى خدمة إدارة الجامعة لأكثر من خمسين عاما.

من كبار خريجي الجامعة من بنغلاديش:

(١)   الشيخ المفتي الكبير العلامة فيض الله، كان مفتيا أعظم لبنغلاديش، وكان محدثا كبيرا، وقد صنف تصانيف كثيرة في الفقه و الحديث، منها: فيض الكلام.

(٢)   الشيخ عبد الوهاب، كان مديرا لأكبر جامعة إسلامية في بنغلاديش ”جامعة معين الإسلام هاتهزاريæ، وكان من خلفاء حكيم الأمة أشرف علي التهانوي.

(٣)   الشيخ العارف الكبير اطهر علي السلهتي، كان أيضا من خلفاء حكيم الأمة. وكان سياسيا كبيرا، وقد سعى كثيرا في توحيد باكستاد المتحدة، ولكن لسوء الحظ فشل سعيه، و اضطهد من قبيل الإرهابيين.

(٤)   الشيخ العلامة شمس الحق الفريدبوري، كان مفكرا إسلاميا كبيرا، وقد صنف كتبا كثيرة باللغة البنغالية، ولم يخدم الإسلام باللغة البنغالية مثله أحد من السابقين.

(٥)   الشيخ العلامة مشاهد البايمبوري السلهتي، كان محدثا لا مثيل له في بنغلاديش، وكان سياسيا كبيرا، وصنف كتابا في السياسة الشرعية وسماه فتح الكريم في سياسة النبي الأمين وله تصانيف أخرى في مختلف الفنون.

(٦)   الشيخ العارف الكبير عبد الكريم المعروف بشيخ كوريا، كان من أجل خلفاء شيخ الإسلام المدني، وإمامه في الصلاة مدة تتلمذه في الجامعة، وكان يحفظ أحاديث كثيرة عن ظهر قلبه، وكان له أيضا مشاغل سياسية.

(٧)   الشيخ المحدث الكبير نور الدين الجوهربوري، وكان من تلاميذ شيخ الإسلام، وكان محدثا كبيرا يحفظ أحاديث كثيرة، وقد أسس جامعة إسلامية في قريته ”جوهربورæ.

(٨)   الشيخ العارف الكبير الحافظ أكبر علي، كان رجلا عظيما، وكان إماما لجامع شاه جلال واشتهر بلقب ”الإمامæ وأسس جامعة إسلامية في قلب مدينة سلهت، المعروف بجامعة قاسم العلوم، بجوار مرقد بطل الإسلام الشيخ‎ شاه جلال اليمني، رحمهم الله رحمة واسعة.

هذه قائمة مختصرة غاية الاختصار، وان تكلمنا عن علماء ديوبند بالتفصيل فيمكن أن يستغرق مجلدات كبارا.

من خصائص الجامعة

(هذا القدر ملتقط من موقع الجامعة الرسمي)

١ـ   إنها أول جامعة إسلامية أهلية في تاريخ المسلمين في الهند، قامت بتبرعات شعبية وسارت ولا تزال وستظل تسير بتبرعات الشعب المسلم وحده.

٢ـ   الاعتدال والتوازن في المذهب واحترام جميع المذاهب الفقهية المعروف لدي أهل السنة والجماعة ومدارس الفكر الإسلامية المختلفة، وعدم الإثارة للخلافات الفرعية إلا إذا مست الحاجة إلي ذلك بشكل ملح لإيضاح حقيقة من الحقائق.

٣ـ   مكافحة البدع والخرافات حتي سمي علماء ديوبند ”بالوهابينæ من قبل أولي الأهواء وعباد الأضرحة والمعتقدين في الأولياء والصلحاء والأنبياء اعتقادا محرما في الشرع الإسلامي المطهر.

٤ـ   نشر العقيدة الصحيحة المتوارثة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الرعيل الإسلامي الأول من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان من بعد.

٥ـ   التوكل على الله، والبساطة في العيش، والجهاد للحق، والتقيد باۤداب الشرع الإسلامي، والتقاليد الإسلامية، والتزي بزي العلماء، والاتسام بسمة الصلحاء.

٦ـ   المحافظة الكاملة الدقيقة على الشرائع الإسلامية، ولا سيما الصلاة بالجماعة في مواقيتها، فالجامعة تقيد طلابها والعاملين فيها بذلك أولا وقبل كل شيء؛ لأنه كما قال سيدنا عمر ؓ: إن أهم شيء عندي الصلاة فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع.

٧ـ   إنها لا تهتم بالشكل والمظهر اهتمامها بالحقيقة والمخبر، وتحترز عن الدعاية، وتؤثر العمل في صمت، وتعمل كثيرا وتتكلم ـ إذا مست الحاجة إلي ذلك ـ قليلا، وتمتنع امتناعا كليا عن إطلاق الدعاوى العريضة والأقاويل الفارغة، ولا تحب أن تحمد بما لم تفعل، على عكس عادة معظم المعاهد والحركات الإسلامية المعاصرة.

٨ـ   إن روح الإخلاص والاحتساب هي التي تسري في جميع أعمالها؛ لأنها تعلم أنه ماكان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل. وهذا شيء يلمسه في جميع جنبات الجامعة كل زائر مهما كان رجلا عاديا.

وقد لمس ذلك علامة العالم الإسلامي في عصره الشيخ رشيد رضا المصري صاحب تفسير ”المنارæ لدى زيارته للجامعة فسجل عنها انطباعات رائعة للغاية نبعت من قلبه، قال فيها فيما قال: ”ما قرت عيني بشيء في الهند بمثل ما قرت برؤيه مدرسة ديوبند. وإني رأيت في مدرسة ديوبند التي تلقب ”بأزهر الهندæ نهضة دينية وعلمية جديدة أرجو أن يكون لها نفع عظيمæ.

وأخيرا، دار العلوم ديوبند ـ كما ذكرنا ـ ليست هي جامعة فقط، بل هي حركة دينية و نهضة إسلامية، وأسست على نهجها اۤلاف من المدارس في جميع أصقاع العالم.

بقلم: من بريطانية، درس عشر سنوات بجامعة قاسم العلوم درغاه سلهت.

Check Also

11377093_768919959891693_8552450127626177621_n

Can anyone become a Muslim?

Yes anyone can. There are two declarations, which are necessary: 1- To bear witness that ...